بقلم سمر ثوابتة
في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة؛ توقف قطاع التعليم بشكل كامل كغيره من القطاعات، إضافة إلى استشهاد عدد كبير من المعلمين والطلبة في الضفة الغربية والقطاع؛ ولا شك بأن إعادة إحياء العملية التعليمية بعد انتهاء العدوان "ليست سهلة" وستحتاج إلى وقت وجهد كبيرين، وفي ظل تدمير البنية التحتية بالكامل.
وحسب اراء مختصين منهم الأستاذ رفعت الصباح مدير عام مركز إبداع المعلم وعضو اللجنة التنسيقية العليا في "اليونسكو"، أكد أن ما يجري الآن في غزة بما يتعلق في التعليم هو "كارثة" وليست أزمة في التعليم فقط، مشيرا إلى أن الأمور لم تصل إلى مرحلة "الانهيار"، ولكن الخطورة في الموضوع هو "مآلات الحرب على رفاهية الإنسان على الجانب النفسي والاجتماعي والعاطفي.
وأوضح الصباح أنه "قد نستطيع على الأقل؛ ترميم جزء من العملية التعليمية، ويجب ألا نسمح للاحتلال والدمار أن يُفقدنا العملية التعليمية برمتها"، لافتا إلى أن تأثير هذه الحرب على الأطفال سيكون بعيد المدى إذا لم نتحرك الآن، وضرورة تنظيم التعليم في مراكز الإيواء.
ولمعالجة تداعيات الحرب على منظومة التعليم في قطاع غزة يجب العمل على تشجيع الاستثمار الخاص مع القطاع التعليمي الحكومي، من خلال إتاحة الفرصة للشباب تطوير المهارات اللازمة، وبالتالي أيضا ذلك إلى توفير فرص العمل وتعزيز للتكنولوجيا والابتكار وتحسين جودة التعليم وفرص تعليمية متنوعة.
ومن اجل معالجة نتائج التأخير الحاصل بالعملية التعليمية: يجب أن يكون هناك تجهيز صحيح من قبل الحكومة اعتبارا من الآن مع الشركات الخاصة ومع القوانين الجاهزة فلن يتحدث تأخير للتعليم، وهناك تجارب جاهزة وتجارب دول أخرى مثل اليابان التي اتخذت استراتيجيات ناجحة عبر تعزيز التعليم وإعادة البنية التحتية وتطوير النظام التعليمي والتعليم الإلزامي والبرامج التدريبية والتربية المهنية".
ولمعالجة تداعيات عدوان الاحتلال على قطاع غزة على التعليم والتي تعد من أخطر الآثار الجانبية و تؤثر بشكل كبير على جودة التعليم والوصول إليه، مما ينتج عنه تأثير سلبي على مستقبل الأجيال وتطور المجتمعات. يمكن اقتراح اليات لمعالجة تلك التداعيات الخطيرة وإعادة بناء النظام التعليمي المتضرر من الحرب من خلال، اولًا. إعادة بناء البنية التحتية التعليمية: يعد تدمير البنية التحتية التعليمية من أبرز تداعيات الحرب على القطاع، وبالتالي فإن إعادة بنائها يعتبر أمراً حيوياً. يتضمن ذلك إعادة بناء المدارس والجامعات المدمرة، وتوفير الموارد الضرورية مثل الكتب الدراسية والمعدات التعليمية اللازمة او تنسيق الجهود من أجل تأمين الأدوات المساندة للطلاب لضمان عدم التوقف عن العملية التعليمية ثانيا تأمين السلامة والأمان في المؤسسات التعليمية:يجب أن تكون المدارس والجامعات بيئة آمنة ومحمية للطلاب والمعلمين على حد سواءكما ينبغي توفير الحماية اللازمة للمؤسسات التعليمية من الهجمات والاعتداءات، وتوفير الدعم النفسي للمجتمع التعليمي المتضرر.ثالثا توفير التعليم في الأماكن الآمنة:في حالات النزوح والتهجير الناجمة عن الحروب، يجب توفير فرص التعليم في المخيمات والمناطق الآمنة. يمكن تنظيم فصول دراسية مؤقتة أو استخدام تقنيات التعليم عن بُعد لضمان استمرارية تعليم الأطفال والشباب.رابعاً تدريب المعلمين وتقديم الدعم النفسي:يجب تقديم التدريب المناسب للمعلمين لمساعدتهم على التعامل مع الآثار النفسية والاجتماعية للحرب على الطلاب. كما ينبغي توفير الدعم النفسي والنفسي للمعلمين أنفسهم لمساعدتهم على التكيف مع الظروف الصعبة. رابعاً التركيز على التعليم الناجع والمستدام: يجب أن يكون التركيز على بناء نظم تعليمية قائمة على المهارات والمعرفة التي يحتاجها الطلاب لمواجهة التحديات المستقبلية. يجب أن تكون هذه النظم مستدامة وقادرة على التكيف مع التغيرات الاجتماعية والاقتصادية.
ختاماً، يمكن القول إن معالجة تداعيات الحرب على قطاع غزة على التعليم يتطلب جهوداً مشتركة من الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني. يجب أن تكون هذه الجهود شاملة ومستدامة لضمان توفير فرص التعليم للجميع، بغض النظر عن ظروفهم الاجتماعية والسياسية.