عندما تم كمدربة في مجال الاستعداد والحماية مع مؤسسة REFORM ضمن مشروع ’أقران ‘II كنت متحمسة جدا للعمل وكلي شغف من أجل النزول للميدان. بدايتاً واجهت تحدي بسبب انقطاع الانترنت مما صعب علي حضور التدريب الكترونياً دون انقطاع او انفصال الانترنت، ولكن كانت منسقة المشروع والمدرب متعاونين جداً وبقوا على تواصل معي في حال وجود اي استفسار.
بعد اتمامي التدريبات وبدئي بالتوجه للميدان من أجل العمل، واجهنا تحدي كبير، بسبب اجتياح جباليا في نفس ذلك الاسبوع الذي هممنا للعمل فيه. قامت المنسقة بإخباري بإمكانية التأجيل الى ان نشعر أن الوضح أمن نوعاً ما من أجل العمل، لكن لم نطل الانتظار وباشرنا بالعمل بعد أسبوع من اجتياح جباليا. استهدفت مدارس عدة ومراكز ايواء مختلفة وكنت مندهشة من استجابة الفئة المستهدفة وكمية التفاعل مع الموضوع المطروح. لقد كنت اشعر انه سيتم معاملتي بعنف إذا جئت للتحدث معهم عن الحماية والاستعداد في ظل نزوحهم الجديد والظروف الصعبة التي يعيشونها، ولكن فوجئت بتفاعلهم وحبهم للموضوع وأيضاً مشاركة قصصهم ومشاركة الاخطاء التي ارتكبوها من أجل أن يتعلم الاخرين.
ومن شدة اهتمامهم بالموضوع طلبوا منا استهداف الذكور في سن المراهقة نظراً الى أنهم هم أكثر فئة تخرج من المنزل باجماع اغلب الفئات المستهدفة.
جميع المعلومات الخاصة بالحماية من الذخائر الغير منفجرة وعلامات الخطر كانت جديدة عليهم وكانوا مهتمين جدا بالموضوع، واحبوا جداً فكرة توزيع المنشورات التوضيحية مما ساعد على ايصال الفكرة وساعدهم على مشاركة الفكرة مع غيرهم، ففي نهاية كل جلسة كنت أقدم لهم توصية بمشاركة المعلومات التي تعلموها مع ابنائهم وعائلاتهم مما يحد من تعرض الاشخاص للموت بسبب قلة الوعي حول الاستعداد والحماية في أوقات الطوارئ.
هذه التجربة والتي أحب ان اصفها بالمغامرة، كانت الأكثر متعة بنسبة لي، وعملت بها بكل شغف وحب وطاقة، لأنني شعرت بأنه هنالك فائدة من المادة التي أقدمها.
أشكر مؤسسة REFORM ومؤسسة المساعدات الشعبية النرويجية على هذه التجربة الرائعة وعلى هذه المرونة في العمل، جاهزون لمغامرة جديدة!