"في عام 2024، كنت جزءًا من فريق مؤسسة REFORM الذي عمل في ظل واحدة من أصعب الفترات التي مرّ بها قطاع غزة، أثناء حرب ضارية جعلت مئات الآلاف من الناس يفرون من منازلهم إلى مخيمات الإيواء.

كنت قد تلقيت تدريبًا مكثفًا على الحماية والتوعية في مجال الحروب والنزاعات، ولكنني لم أكن أتخيل أنني سأختبر هذه المعرفة في ظل واقع مرير.

في بداية مهمتي، كانت الأوضاع في مخيمات دير البلح أكثر تعقيدًا مما توقعت، كان الوضع النفسي والإنساني للنازحين شديد القسوة، بعض العائلات فقدت كل شيء، بينما كانت أخرى تبحث عن مأوى آمن وسط الدمار.

في هذه الظروف، كان علي أن أُعد ورش عمل وندوات توعية تساعدهم في التعامل مع الأزمات النفسية والجسدية التي يواجهونها، بالإضافة إلى كيفية حماية أنفسهم في بيئة خطرة.

أحد أكبر التحديات التي واجهتها كانت مقاومة بعض أفراد المجتمع للمشاركة في الورش، كانوا يعتقدون أن التدريب لن يساعدهم في مواجهة الواقع الملموس الذي يعيشونه، كان من الصعب عليهم أن يتخيلوا أن هناك أملًا في مثل هذا الوضع. لكن، ومع مرور الوقت، بدأوا يلاحظون التأثيرات الصغيرة، بدأت الأسر تتعلم كيفية تنظيم حياتها اليومية بشكل أفضل، واستطاعوا تطبيق بعض أساليب الحماية من أجل الحفاظ على سلامتهم.

على المستوى الشخصي، كانت تلك التجربة هي الأكثر تأثيرًا في حياتي، علمتني أن العمل في مجال الحماية والتوعية لا يعني فقط تقديم المعلومات، بل يعني أيضًا الاستماع، والتفهم، وبناء الثقة، وفي كل ورشة أو ندوة، كان هناك درس جديد عن الصبر، الإصرار، والتعاطف.

لم أكن فقط أساعد الناس على حماية أنفسهم من الأخطار، بل كنت أيضًا أساعدهم في إعادة بناء استعداداتهم في التعامل مع المخاطر المحيطة بهم.

تنظم هذه التدريبات بالشراكة معمؤسسة المساعدات الشعبية النرويجية ضمن مشروع أقران II الذي يهدف لتعزيز الصمود والتضامن والتماسك الاجتماعي للمجتمعات الفلسطينية المتضررة في غزة والضفة الغربية.