فخامة الرئيس محمود عباس المحترم

رئيس دولة فلسطين

رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية

 

دولة الدكتور محمد مصطفى المحترم

رئيس الوزراء الفلسطيني

عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية

 

 

الموضوع: العدوان الاسرائيلي وضرورات مشاركة الشباب في عملية التعافي

 

تحية طيبة وبعد،،،

لقد خلف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة آثارًا كارثية على مختلف جوانب الحياة الفلسطينية، حيث أدى إلى تدمير النسيج الاجتماعي، وإضعاف البنية الاقتصادية، وزيادة معاناة الفئات الأكثر هشاشة، لا سيما الشباب، الذين وجدوا أنفسهم أمام واقع صعب مع تراجع دور الفصائل والمؤسسات السياسية والاجتماعية في احتواء التداعيات المتفاقمة.في ظل الهجمات الشرسة التي يشنها الاحتلال الغاشم على الشعب الفلسطيني ومجتمعه ، يبقى الشباب هم الفئة الاكثر استهدافا والاكثر تضررا ، حيث يحاول الاحتلال بكل قدراته كبت الشباب وابعادهم عن العمل الوطني والسياسي، وتشتيتهم عن اي محاولة للمشاركة الفعالة في ادارة قضايا المصير الوطني المشترك.

في ظل هذه التحديات، بات الشباب الفلسطيني يشعر باغتراب متزايد عن النظام السياسي، مما دفع الكثيرين منهم للعزوف عن المشاركة، في الوقت الذي يحاول فيه الاحتلال الإسرائيلي إقصاءهم عن العمل الوطني والسياسي وإضعاف دورهم في صياغة مستقبل وطنهم.

تشير معطيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، إلى أن الشباب ضمن الفئة العمرية (18-29) سنة يشكل خمس المجتمع الفلسطيني بنسبة تبلغ 22% من إجمالي السكان في فلسطين، فقد قاد الشباب من جيل الى جيل معظم عمليات النضال الوطني لتكريس ما جاء في وثيقة الاستقلال الفلسطينية كقيم ضابطة لشكل المجتمعي الفلسطيني من أجل الحفاظ على الهوية الوطنية.

انطلاقًا من إيماننا العميق بقدرتنا على إحداث التغيير، فإننا ندعو إلى تبني سياسات عاجلة تضمن إشراك الشباب في عملية التعافي وإعادة بناء مجتمع أكثر تماسكًا واستقرارًا، وبضرورة اشراكنا في وضع رؤية للتعافي، وهذا يعتبر مدخلاً مهما للنظام السياسي للبدء في التخلص من أثار الانقسام الذي استمر سبعة عشر عاما اضافة الى محاربة اغتربنا عن النظام السياسي كوننا لم نشارك في اي انتخابات عامة بسبب استمرار تعطل العملية الديمقراطية، كما ان استجابتكم لمطالبنا هذه سوف تكون ضمان الحفاظ على مبدء تواصل الاجيال في ادارة مؤسسات الدولة واستعادة حيوية النظام السياسي الذي دفع غالياً ضريبة الانقسام والحرب.

اننا شباب فلسطين نوصي بضرورة تبني سياسات عاجلة للحد من آثار العدوان على النسيج الاجتماعي عبر الحد من اغتراب الشباب عبر إشراكهم في إعادة الإعمار، إصلاح النظام السياسي والاقتصادي، وتعزيز مشاركتهم في الحياة العامة. وتعزيز الديمقراطية داخل الأحزاب، وتبني حملات لزيادة تمثيل الشباب في الهيئات القيادية، مما يساهم في وصولهم لمراكز صنع القرار.  محاربة خطاب الكراهية والتخوين، وتعزيز قيم التسامح المجتمعي لدعم التماسك الاجتماعي والوعي الثقافي. ضرورة إدماج قضايا الشباب في السياسات العامة: إشراك الشباب في خطط التعافي. تبني خطة شاملة لدعم الأطفال اليتامى تشمل المأوى، الصحة، التعليم، والتأهيل المهني، مع ضمان دعم اقتصادي مستدام للأسر الحاضنة. وتنفيذ خطة طارئة لإعادة تأهيل المحاكم، استعادة الملفات المفقودة، وتفعيل الوسائل البديلة لحل النزاعات لضمان استقرار النظام القضائي.

وفي نهاية رسالتي

نحن، الشباب الفلسطيني، لا نطالب بحقوقنا فقط، بل نؤمن بأن مشاركتنا الفاعلة هي السبيل الوحيد لبناء مجتمع أكثر عدلًا وديمقراطية، وجيلًا قادرًا على تحمل المسؤولية وصياغة مستقبل أفضل لوطننا. إن استجابتكم لهذه المطالب ستكون خطوة جوهرية نحو إعادة الحيوية للنظام السياسي الفلسطيني، وتعزيز مبدأ تواصل الأجيال، وضمان استمرار النضال الوطني في سبيل الحرية والاستقلال.

مع فائق الاحترام والتقدير،

محمود طميزه

احدى مشاركي مشروعحوارية “II المنفذ من قبل مؤسسة REFORM

 

الآراء الواردة في هذا المقال تعبر عن وجهة نظر صاحبها وليس بالضرورة رأي المؤسسة او الممول.